وجاء في نصّ البيان:
"شنّت طائرات حربية تابعة لدولة الاحتلال التركي بعد منتصف ليل الأحد أكثر من 20 غارة وحشية على مواقع في مخمور وشنكال ومناطق أخرى من باشور كردستان، إثر إعلان أنقرة عملية عسكرية هناك، في تحدٍّ جديد من طرفها للحكومة العراقية باختراق أجوائها وانتهاك سيادتها، وفي خطوةٍ عدائية جديدة ضدَّ الشعب الكردي وهويته.
هذه الغارات ليست الأولى من نوعها ولا نعتقد أن تكون الأخيرة، فسجل تركيا الأسود حافلٌ بالاعتداءات والهجمات والمجازر والويلات التي ارتكبتها ضدَّ شعوب المنطقة، وحاضرها لا يختلف عن ماضيها، ولا نظن أن تنفيذ هذه الغارات في يوم ذكرى مذابح "سيفو" التي اقترفها العثمانيون ضدَّ الشعب السرياني الآشوري الكلداني في عام 1915 جاء من باب الصدفة.
الاعتداءات التركية وتجاوزاتها وممارستها لمختلف صور الإرهاب والإجرام باتت أمراً اعتيادياً شبه يومي يحدث أمام أنظار العالم، ولم يعد الأمر خافياً على أحد، فعفرين المحتلة تشهد هذه الاعتداءات والجرائم بصورةٍ يومية، وكذلك رأس العين- سري كانيه، وتل أبيض- كري سبي، فضلاً عن كردستان العراق، وليبيا التي تئن تحت وطأة هجمات تركيا ومرتزقتها ممن تخلوا عن قضية وطنهم وأصبحوا أدوات بيد الدكتاتور العثماني ومشروعه التوسعي.
ولا ينبغي أن تغيب عن أذهاننا فكرة أن الغارات التركية الأخيرة جاءت في وقتٍ يجري فيه حوار كردي- كردي، في رسالةٍ تركية قد يكون مفادها أننا مستعدون لفعل كل شيء في سبيل إفشال أي تقارب كردي وعدم الوصول إلى اتفاق، عبر إحداث القلاقل والبلبلة وإثارة الفتن وخلق الاتهامات، وهذا ما يقتضي الحيطة والحذر من أي تصرّف تركي معادي في هذا الوقت.
كما أن هذه الاعتداءات وغيرها مما سبقتها سواء في شمال وشمال شرقي سوريا أو في كردستان العراق، ما كانت لتستمر لولا الصمت الدولي، فهذا الصمت شكّل ولا يزال يشكّل حافزاً للمحتل التركي لارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم والانتهاكات ضدَّ شعوب المنطقة، دون أي اعتبار للقوانين الدولية والتشريعات الإنسانية، على مبدأ «سأستمر في التمادي طالما ليس هناك من يقول لي كفى».
إننا في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، في الوقت الذي ندين فيه بأشد العبارات الهجمات التركية الأخيرة على مناطق واسعة من باشور كردستان، ندعو المجتمع الدولي إلى الخروج من صمته واتخاذ قرار صارم يردع المحتل التركي ويوقف جرائمه في المنطقة، فأن هذا الصمت والتراخي يشكل عاملا مساهما في استمرار النظام التركي بارتكاب جرائمه حيال شعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي، كما نطالب بغداد وأربيل باتخاذ موقف واضح حيال اختراق تركيا لأجواء العراق وكردستان وانتهاك سيادتها.
كذلك، ندعو عموم الشعب الكردي في الداخل والخارج ومختلف شعوب المنطقة إلى الانتفاضة ضدَّ اعتداءات تركيا وجرائمها المتواصلة، ونؤكد على ضرورة استمرار الحوار الكردي- الكردي بما يفضي إلى نتيجة إيجابية ينتظرها الشعب الكردي منذ زمن، هذه النتيجة التي يسعى المحتل التركي بكل الوسائل إلى إحباطها وعدم تحقيقها، وأيضاً نجدّد تأكيدنا على أن المحتل التركي ليس عدواً لفئة أو حزب كردي محدّد، وإنما هو عدو للشعب الكردي برمته بمختلف انتماءاته الحزبية، وعدو لتطلعات جميع شعوب المنطقة في بناء مجتمعاتها الحرة الديمقراطية".